الزمن الحالي لمصارعة المحترفين يمثل زمن الركود أو الإحتضار .. فكما نلاحظ، كثرت الثغرات والقرارات الخاطئة والسيناريوهات والأفكار المخيبة للأمال في مقابل عدد بسيط جداً من الخطوات الناجحة.
ولو قمنا بقياس ذلك على إتحاد WWE في السنوات الأخيرة أو في العقد الحالي (2010-2019) سنجد أن الأوراق الرابحة معدودة ولا تشكل شيئاً أمام الأخطاء الّتي حدثت.
ومن هنا سيقودنا الكلام إلى الشخصية الّتي يؤديها "براي وايت" والّتي ظهرت هذا العام وقبل فترة بسيطة .. "ذا فيند" .. الشخصية الّتي لاقت مديحاً كبيراً من كل متابعي المصارعة وأُعتبرت شخصية ذات فكرة جديدة نوعاً ما وفريدة من نوعها خاصة من ناحية إضافة القليل من الرعب لعروض المصارعة وهو ماكنا نفتقده لفترة طويلة.
وعلى مايبدوا أن إدارة WWE وعلى رأسهم "فينس مكمان" سعيدون للغاية بردود الفعل الإيجابية من المشاهدين تجاه الشخصية الجديدة، وبات ذلك واضحاً بعد الدفع السريع به وإعلان أن "ذا فيند" هو المنافس القادم على لقب اليونيفرسال أمام حامله "سيث رولنز" في مهرجان الجحيم في القفص .. ولكن هل كانت خطوة مستعجلة؟
سنعيد صياغة السؤال بعد أن نتحدث أكثر عن الشخصية؛
أحد أسباب نجاح شخصية "ذا فيند" حتى الأن هو عدم ظهورها بإستمرار وهذا الشيء حافظ نوعاً ما على هيبة الشخصية .. أعني بجدية .. كيف يمكن أن تحافظ على روح الحماس لدى الجماهير حين تقوم بإظهار "ذا فيند" كل أسبوع؟!
ولو قمنا بمقارنة بسيطة مع شخصية "ديمون كينغ" الّتي يؤديها "فين بالور" .. فبغض النظر عن كون "بالور" (ميدكاردر) وربما هو في نظر الكثيرين مصارع من الدرجة الثانية إلا أن وجود شخصية "الديمون" أعطته صفة (الماين إيفينتر) فكما نلاحظ هذه الشخصية لاتظهر إلا في العروض الشهرية، بل في عروض شهرية معينة وضد خصوم معينين.
وكما نلاحظ، عند إعلان مشاركة "فين بالور" في أي عرض شهري، تبدأ الأراء والنقاشات والرهانات بين المتابعين حول إمكانية ظهور شخصية "الديمون" .. وهذا يدل على أن إتحاد WWE استطاعوا بنجاح الحفاظ على هيبة ومكانة الشخصية في نظر المشاهدين دون أي ملل.
ولكن السبب الرئيسي في جعل شخصية "ذا فيند" مميزة عن غيرها هو كونها شخصية ذات فكرة!، وشخصيات مثل هذه لا تتناسب مع أي سيناريو وأي خصم وأي مباراة .. فأنت قمت بتكوين شخصية تختلف عن شخصية المصارع الرياضي الّذي يسعى لإثبات نفسه داخل الحلبة للفوز بأحد الألقاب في نهاية المطاف!!!
والأن وبالإستناد إلى ماقلناه .. لنعد إلى موضوعنا ولنقم بصياغة السؤال بطريقة أخرى؛
هل سيخسر إتحاد WWE ورقته الذهبية "ذا فيند" بهذه السرعة ويجعل المشاهدين يشعرون بالملل من الشخصية في حال ظهرت بشكل متكرر؟
في حياتنا العامة .. نسمع دائماً عن مقولة "العافية درجات" أي أن كل شيء يجب أن يأتي بالتدريج البطيء والصحيح؛
ولو طبقنا هذه المقولة على شخصية "ذا فيند" سنجد أن بناء الشخصية وتكوينها كان بطريقة تدريجية وبتآني واضح.
شخصية مقدم برنامج الأطفال (Firefly Fun House) الّتي يؤديها "براي وايات" والّتي أتضح فيما بعد أنها تمهيد لشخصية "ذا فيند" كما لو أن لديه إنفصام! .. فتارة يكون الفيس الّذي يقدم برنامج الأطفال ويعتذر من المصارعين وتارة أخرى يكون العفريت الّذي يستهدف الجميع.
الشخصية تعتبر من أهم ما تم تقديمه في العروض الرئيسية لإتحاد WWE خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة وشاهدنا ردود الفعل الإيجابية من قبل المشاهدين.
ولكن دفع "ذا فيند" بهذه السرعة نحو بطولة العالم ستكون له نتائج سلبية .. وأعتقد أن المطالبين بهذه الدفعة قد توهموا بعض الشيء بردود الفعل الأولية للمشاهدين.
لأن الحماس تجاه شخصية "ذا فيند" سببه غموض الشخصية وعدم ظهورها بصورة متكررة والعكس تماماً سيحدث في حال فوز "ذا فيند" ببطولة العالم.
لأن الهدف الرئيسي من هذه الشخصية يتمحور حول إضافة الرعب للعروض وإيذاء المصارعين وهو جزء رئيسي من فكرة الشخصية .. أما إظهاره في صورة الساعي خلف بطولة العالم، سينتج عنه إخراج الشخصية من فكرتها الرئيسية وإدخالها في دائرة التنافس مع بقية المصارعين على الألقاب كما لو كان مصارعاً لا يمتلك شخصية ذات (توجه معين)!
وفي حال فوزه ببطولة العالم وإستمراره في الظهور من فترة لأخرى؛ فأعتقد أن هذا سيضع "فينس مكمان" وإدارته في حيرة.
فلا يستطيعون إنتزاع اللقب منه بسرعة لأن ذلك سيساهم في دفن الشخصية وهي لم تكمل حتى عامها الأول .. ولا يستطيعون إعطائه اللقب بصورة مستمرة ولفترة طويلة لأنهم سيُجبرون في نهاية المطاف على إنهاء الشخصية! (في إعتقادي أن شخصية "ذا فيند" مع بطولة العالم سيكون وضعها أسوء من كون المصارع بارت تايمر!).
مالّذي يجب أن يحدث؟!
في رأيي .. أن المواجهة بين حامل اللقب "سيث رولنز" و "ذا فيند" يجب أن تنتهي بدون نتيجة، لأنه وبغض النظر عن كل ماتحدثنا عنه إلا أن الطريق مظلم تماماً أمام "ذا فيند" في حال فوزه ببطولة العالم.
من جانب أخر .. هجوم "ذا فيند" على "كاين" ومن المتوقع أيضاً أن يظهر في العرض الأول لسماكداون في شبكة فوكس والتوقعات تشير إلى أن هجومه القادم سيستهدف "ستينغ" أو "ذي أندرتيكر".
هنا لا مفر من التدخل الخارجي في المباراة المرتقبة بين "سيث رولنز" و "ذا فيند" ولكن التدخل يجب أن يحدث بطريقة معينة بحيث لايتم إظهار "ذا فيند" بصورة الضعيف ولا يتم إنتهاء المباراة بفوز "رولنز" .. يجب حدوث مشهد درامي مثير للجدل بين المتدخل وبين "ذا فيند" ينتج عنه إنطفاء الأضواء وإختفاء "ذا فيند" مما يؤدي إلى إنتهاء المباراة دون نتيجة!
أما بخصوص "ذا فيند" فأعتقد أن الوصول إلى الهدف الرئيسي الّذي أدى إلى إبتكار الشخصية يحتاج مزيداً من الوقت، وإدخال "ذا فيند" في دائرة المنافسة على الألقاب سيعود بنتائج سلبية سواء في الوقت الحالي أم في المستقبل القريب!
دمتم في رعاية الله وحفظه.
إشترك بالنشرة البريدية
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء